لَعْبُ
كُرَةِ الْقَدَمِ مَعَ الْأَصْدِقَاءِ فِي الْمَسَاءِ.
كَانَتِ الشَّمْسُ تَمِيلُ لِلْغُرُوبِ وَتَلُوْنُ
السَّمَاءَ بِأَلْوَانِ الذَّهَبِ وَالْبُرْتُقَالِيِّ، وَالرِّيْحُ الْعَلِيلُ
يُدَاعِبُ أَوْرَاقَ الْأَشْجَارِ ، حِيْنَمَا يُوسُفُ وَأَصْدِقَاؤُهُ أَنْ
يَلْعَبُوْا كُرَةَ الْقَدَمِ فِي الْمَلْعَبِ قَرِيْبًا مِنْ مَنَازِلِهِمْ.
" هَيَّا نَلْعَبُ قَبْلَ أَنْ
يَأْتِيَ اللَّيْلُ!" قَالَ يُوسُفُ وَهُوَ يَجْرِيْ بِحَمَاسٍ إِلَى
الْمَلْعَبِ.
أَخَذَ أَحْمَدُ الْكُرَةَ وَانْطَلَقَ بِخُطُوَاتٍ
وَاثِقَةٍ إِلَى الْمَلْعَبِ، وَالِابْتِسَامَةُ تَعْلُوْ وَجْهَهُ. اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ
الْأَصْدِقَاءُ وَقَسَّمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى فِرْقَتَيْنِ، وَارْتَدَى كُلُّ
فَرِيقٍ قُمْصَانًا بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ لِلتَّمْيِيزِ.
أَطْلَقَ سَلْمَانُ صَافِرَتَهُ الصَّغِيرَةَ
إِعْلَانًا عَنْ بَدْءِ الْمُبَارَاةِ. بَدَأَتِ الْكُرَةُ تَتَنَقَّلُ بَيْنَ
الْأَقْدَامِ، وَالْأَحْذِيَةُ تَطَأُ الْعُشْبَ الْأَخْضَرَ بِخِفَّةٍ وَمَرَحٍ.
كَانَ صَوْتُ الضِّحِكَاتِ وَالتَّشْجِيعِ يَمْلَأُ الْجَوَّ.
رَاوَغَ يُوسُفُ بِالْكُرَةِ بِمَهَارَةٍ،
مُتَجَاوِزًا دِفَاعَ الْفَرِيقِ الْآخَرِ، وَهُوَ يَبْحَثُ عَنْ فُرْصَةٍ
لِلتَّسْدِيدِ إِلَى جِهَةِ الْمَرْمَى. وَفِي لَحْظَةٍ، سَدَّدَ كُرَةً قَوِيَّةً
زَاحِفَةً أَسْكَنَهَا الشُّبَّاكُ.
صَرَخَ الْأَصْدِقَاءُ، وَهُمْ يَجْرُونَ إِلَى
يُوسُفَ لِيَحْتَفِلُوا مَعَهُ.
كَانَتِ السَّاعَةُ تَدُقُّ تَدْرِيجِيًّا،
وَالسَّمَاءُ تَكْتَسِي بِاللَّوْنِ الْأُرْجُوَانِيِّ وَالنُّجُومِ تَبْدَأُ
بِالظُّهُورِ، وَلَكِنَّ الْأَصْدِقَاءَ مَا زَالُوا يَلْعَبُونَ، مُسْتَمْتِعِينَ
بِكُلِّ لَحْظَةٍ.